الخميس، يوليو 25، 2013

نحن و التكنولوجيا - محاولة للفهم

 
 
 
في البدء نحن نعيش في زمن الثورة التكنولوجية / الحاسوبية أو بمعنى دقيق الثورة المعلوماتية. وهي تعتبر الثورة الثالثة في العالم بعد الثورة الزراعية و الثورة الصناعية. و على ما يبدو أننا اندفعنا إلى هذه الثورة دون وعي و معرفة بسلبياتها و ايجابياتها . بل أصبحنا نتسابق بتملك كل ما هو جديد من أجهزة، و بسرعة ننقل المعلومة عبر الأجهزة المتطورة مثل أجهزة الهواتف الذكية، دون التفكير بأن قد تكون هذه المعلومة تغضب، تحبط أو محطمة لمعنويات الطرف الآخر المستقبل للمعلومة من الأصدقاء.
 
 
·        قصرت المسافات بيننا لدرجة قوقعتنا !
 
وسائل الاتصال تنوعت و تقدمت بسرعة مذهلة و قربت القاصي بالداني لدرجة تشعر معها أنك تقوقعت و لست محتاج لأحد ليصافح يمينك بحرارة أو تلامس ارنوبة أنفك بأنفه !
مثلا، و كثيرا ما أراها تحدث؛ حيث تكون الرسالة الالكترونية كفيلة بسد غيابك و تقبل عذرك عن حضور مناسبة ما !
 
 
·        هذا ما حدث عندما تحولت الديوانية إلى ديوانية الكترونية !
 
قال: قررنا إنشاء مجموعة خاصة برواد الديوان ، و كون الديوانية يوم في الأسبوع كثيرا ما يحدث انشغال أو حدث طارئ فنضطر إلى الاعتذار عن حضور الديوانية .. نظرا لهذه الإشكالية قمت بإنشاء مجموعة رواد الديوانية و أسميتها ديوانية بو فلان لكن ما حدث بعد هذا كان كفيل بإعادة النظر و إغلاق المجموعة الالكترونية و البقاء على الديوانية الحقيقية . 
 
عين بغزي: ليش؟ شنو صار وياك و بالتفصيل الممل.  
 
قال : الديوانية يوم بالأسبوع مثل منت عارف لكن عندما أنشأت المجموعة في برنامج الواتساب صارت الديوانية متوفرة 24 ساعة و في أي مكان تستطيع المشاركة و إرسال الرسائل للمجموعة . 
 
عين بغزي: طيب، هذا شيء جيد أو .. ؟
 
قال : في البداية نعم كانت شيء جيد، لكن أصبحت النقاشات حادة و تمتد من يومين إلى ثلاثة أيام دون التوصل إلى نقطة تفاهم بين رواد الديوانية ! ..  حسنا، أبسطها لك ؛ مثلا عندما نلتقي بالديوانية " الواقعية " كانت نقاشاتنا تكون سلسة و فيها جانب من الأخذ و الرد لكن عندما تحولت إلى الكترونية " افتراضية " أصبحت العكس تماما.. وقد اكتشفنا أن السبب الأول كون الديوانية الالكترونية متوفرة 24 ساعة و كون رواد الديوانية " بشر " مشغولين و يتعرضون لضغوط مختلفة كان البعض منهم يكون مزاجه حاد في تلك اللحظة فيدخل للمجموعة و يرد على احدهم بأسلوب حاد ! بينما في الديوانية الواقعية كان أكثر الرواد يحضرون للديوانية بعد انتهاء أشغالهم و التزاماتهم و فوق هذا كله فهم كانوا يحضرون و هم أصلا مهيئين للنقاش و تحمل بعض الآراء في هذه السويعات القليلة. ناهيك عن ذكر بعض محتويات الرسائل من إشاعات وغيره! و لتجنب خسارة البعض قررت إغلاق مجموعة الديوانية الالكترونية .

 
 
عين بغزي: اها .. يوم تقول: يا زين الربع بالواقع .. و يا شينهم بالافتراضي . كنت تقصد هذي الحادثة ؟
 
 
قال: أي نعم، عليك نور.
 
 
 
 
- 16 رمضان 1434 هـ
- 25 يوليو 2013