الأحد، ديسمبر 11، 2011

المنعطف الجميل


قال تعالى: ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) سورة الروم – آية رقم 21


 

تحت سقف خيمة منصوبة في صحاري بلادي و في شتاء قارص البرودة ليلا..

دار بين الحاضرين و الجالسين قربا من " الدوة " نقاش كلاسيكي لا ينتهي إلا بجملة " قسمة و نصيب " ولكن ما بين البداية و النهاية تكمن حكاية هي اقرب ما تكون مقدار نسبة وعي و ثقافة الفرد في المجتمع الذي يسوده عادات و تقاليد محافظة .

كنت حينها مساند لحاملين " بيرق العزوبية " وكنت أناقش الجالسين قربا من الدوة من زاوية ضيقة نوعا ما عندما نبهني احدهم إني أناقشهم في آخر فصل من فصول الرواية عندها فقط تحول نقاشنا إلى ما قبل البداية .

إليكم بعض ما دار في عقلي حينها ..

ما بين التردد و الأقدام مخاوف و أمال تعكس طبيعة الإنسان العدو لما يجهله.

ألاحظ هذا التردد الذي وقعت فيه مرة في أوجه بعض الأصدقاء عند فتح موضوع " الزواج " لأنه قرار مهم و خطير يدخل صاحبه في منعطف تاريخي قد يكون جميل أو قبيح ، و من الطبيعي أن البعض يضع احتمالات لعواقب الفشل في بداية أي مشروع سوف يقدم عليه فما بالك في مشروع يغير حياته جذريا ؟

لذلك أنا أنصح بوضع احتمالات النجاح في مقدمة هذا المشروع بالذات لأن بكفة ما هو غامض و غير واضح المعالم لما سوف يأتي بعد عقد القران تعادله في الكفه الأخرى أنه شيء سهل تقدر تسيطر عليه و تمضي حياتك فيه بشكل أكثر جديه و التزام و تحمل للمسؤولية .


في الحب :

هنا نأتي لسؤال يتكرر كثيرا هل الحب يأتي قبل القران " الملجه " أم بعده ؟

جوابي على هذا السؤال :

المحبة لا تأتي إلا بعد الإعجاب و تقبل للجنس الآخر..

و لأن مجتمعنا محافظ فمن الصعب وليس مستحيل أن يأتي الحب قبل الملجة..

 

قال جبران في كتابة الأجنحة المتكسرة :

ما أجهل الناس الذين يتوهمون أن المحبة تتولد بالمعاشرة الطويلة و المرافقة المستمرة إن المحبة الحقيقية هي ابنة التفاهم الروحي و إن لم يتم هذا التفاهم بلحظة واحدة لا يتم بعام ولا بجيل كامل.

 

التفاهم و المحبة لا تقاس إلا في الأوقات الحرجة الحقيقة التي تأتي مع العشرة.


في مشاكل الحياة الزوجية :

يجب أن تعلم كل زوجين في العالم أجمع يتعرضون لمشاكل يومية، فعندما تقع في مشكلة لا تسأل احد عن الحل قبل ما تقوم في البحث عن حلول عميقة وليست ترقعيه..

 

يقول عبد الرحمن منيف في الأخدود:

القلوب يا جماعة الخير سواقي، مهمة الإنسان، مهمة العقل، أن يفتح بين السواقي لكي تصب في النهر الكبير.

كلام سليم، يجب أن ينصب جل تفكيرك على ما يحبه قلبك؛ و أن لا يعمل كل من عقلك وقلبك عكس الآخر لأنه سوف ينتهي بك الحال إلى تشتت و ضياع كبير.

و يجب عليك أن تفهم تفكير الجنس الآخر و تستوعب طبيعته و خير كتاب ممكن أن يساعدك هو" الرجال من المريخ و النساء من الزهرة " للمؤلف د. جون غراي ؛ فيه بعض الأفكار التي سوف ترشدك على التعامل الأمثل مع المشاكل الزوجية ، لكن لحظه لا يوجد إنسان كامل فالجميع يقع في الخطأ لكن الناجح هو من يحتوي هذه الأخطاء و يتجنب تكرارها و يتفهم ما يواجه الجنس الآخر من ضغوط يومية مختلفة .

و في الختام اسمحلي أقدم لك نصيحة سقراط

نصيحتي لك هي أن تتزوج، فأنت إن وجدت زوجة صالحة ستسعد، وإن لم تجد ستصبح فيلسوفاً.

سقراط - فيلسوف إغريقي