الأحد، سبتمبر 30، 2012

قراءة .. الهويات القاتلة .. لـ أمين معلوف




" منذ أن غادرت لبنان 1975 للاستقرار في فرنسا، كم من مرة سألني البعض عن طيب نية إن كنت أشعر بنفسي (فرنسياً أم لبنانياَ). وكنت أجيب سائلي على الدوام: (هذا و ذاك!). لا حرصاً مني على التوازن و العدل بل لأنني سأكون كاذباً لو قلت غير ذلك. "

يبدأ أمين معلوف بشرح إجابة السؤال أعلاه بكتاب يتكون من 230 صفحة و أربعة عناوين ( هويتي، انتماءاتي – عندما تأتي الحداثة من عند الآخر – زمن القبائل الكونية – ترويض الفهد ) و بالإضافة للخاتمة.

  • إن هويتي هي التي تعني أنني لا أشبه أي شخص آخر.
  • إن نظرتنا هي التي غالباً ما تسجن الآخرين داخل انتماءاتهم الضيقة .. و نظرتنا كذلك هي التي تحررهم.
  • إذا كان البشر في كل البلدان و من كل الطبقات وكافة المعتقدات يتحولون بسهولة فائقة إلى قتلة و إذا كان المتطرفون من كل المذاهب ينجحون بسهولة بالغة في فرض انفسهم كمدافعين عن الهوية .. فذلك لان المفهوم القبلي للهوية الذي لا يزال سائداً في العالم اجمع يشجع هذا التدهور.
  • الغرب لا يريد أن يكون له مثيل .. و كل ما يريده الطاعة و الخضوع.

رأي في الكتاب:


أولا : هذا الكتاب كتب لـ يُقرأ أكثر من مرة.


ثانيا: الكاتب يشرح فكرة الهوية و الانتماء و كيف أن من الممكن أن تكون الهوية التي تستخدم للدلالة على انتماء المرء أن تكون قاتلة في حالة التطرف والعنصرية. ويطرح فكرة أن تعيش في دواخلنا هوية خاصة فينا تمتزج بالهوية العامة للوسط الذي نعيش فيه .. و يطرح أيضا أفكاراً أخرى جديرة للنقاش العميق داخل دائرة الهوية.


ثالثا: لم يعجبني رأيه في الحجاب الإسلامي الذي اعتبره سلوك رجعي ! في صفحة 66 الطـبعة الثانية .


رابعا: كتاب اختلال العالم يعتبر الجزء الثاني للهويات القاتلة .

الجمعة، سبتمبر 21، 2012

قراءة.. سجين المرايا.. لسعود السنعوسي



" حاولت مراراً أن أنسى، ولكن، يصعب إدراك النسيان مع و جود تلك الصناديق الصغيرة السحرية المقفلة بداخلنا. تلك الصناديق التي تحوي كل ذكرياتنا، حلوها و مرها، قديمها و حديثها، مهما بدا لنا نسيانها، تبقى دفينة في أعماقنا، محتفظة بأدق التفاصيل، في قلب ذلك الصندوق المحكم الإقفال، والذي لا نملك مفاتيحه بأيدينا، بل أن مفاتيحه تحلق حولنا في كل مكان من دون أن نشعر بها. قد يكون المفتاح أغنية، نسمعها صدفة، تفتح صندوق الذكريات، لا تأخذنا للماضي، بل تُحضر الماضي بتفاصيله حيث نكون. قد يكون المفتاح عطراً، يحاصرنا في مكان ما ، يذكرنا بأصحاب العطر ووقت وجودهم ، تغزونا روائحهم ، تحاصرنا أصواتهم ثم سرعان ما نجدهم ماثلين أمامنا سالكين أقصر الطرق من مدن الماضي المختلفة إلى عاصمة الحاضر. "

بطل الرواية عبد العزيز يكتب لنا و لمعالجه د. غازي يوسف الاستشاري لأمراض نفسية، و بناء على طلب الأخير أن يكتب حكايته على شكل رسائل، و ليس المهم أن تصل الرسالة لمن سيخاطبهم بها، بل المهم أن تصل الرسالة إلى ذاته التي تمزقت بسبب تراكمات فقدان الأب و الأم و ارتباطه بصداقة مع الوحدة و الحزن رغماً عنه. و وحدها الصدفة جمعته في صالة السينما بجهاز ( موبايل ) يخص فتاة كانت بالنسبة له بداية فيلم من نوع آخر تماما ..

الرواية مقسمة بخمسة فصول، و 247 صفحة من الدار العربية للعلوم ناشرون.
سجين المرايا هي أول عمل روائي لسعود السنعوسي و حازت جائزة الروائية ليلى العثمان لإبداع الشباب في القصة والرواية في دورتها الرابعة .