الجمعة، أغسطس 27، 2010

انتحار وليس جهاد




أنا لست رجل دين ولكن سؤال دائما يراودني لماذا يقدم الإنسان علي تفجير نفسه ؟ هل هو انتحار أم استشهاد أو لعله ضحية مجتمع يعاني من ظروف اقتصادية و سياسية و اجتماعية قاهره أم محاولة لتصحيح معصية وقع بها المفجر لنفسه ؟

حاولت منذ زمن طويل الكتابة بهذا الشأن ولكن كنت أتوقف عندما أجد نفسي غرقت في الفتاوى الدينية للمذاهب الإسلامية المختلفة من جهة و علم النفس من جهة أخرى، لذلك سوف أرجع للقرآن الكريم و السنة النبوية، لأن ما يؤخذ من الإنسان يرد عليه ما عدا الأنبياء و الرسل عليهم السلام، و أنا واثق بثقة عمياء أن الدين الإسلامي دين العدل و المساواة و دين رحمة و دين حياة .

من المعروف لنا جميعا أن القرآن الكريم نزل علي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم علي فترات و بأحداث متفرقة ومن الصعب ربط الأحداث السابقة بأمور حياتنا اليومية المعاصرة لاختلاف الوقت و الزمن ولكن هذا ما يمنع أن نأخذ منها الحكمة والموعظة،

سؤال لو كان الجهاد يتم بهذه الطريق التي نشاهدها اليوم من تفجير و هلاك للنفس لو كان هكذا يتم الجهاد لما استطعنا أن نفتح بلاد الهند و السند شرقا وبلاد الأندلس غربا وشمالا القسطنطينية لأنه بكل بساطه سوف يقضى على جيش المسلمين بقتل أنفسهم بدل ما يقتلون الكفار، و لكن الجهاد له شروط وواجبات و أحدى أهم هذه الشروط هي طاعة ولي الأمر الحاكم.



قال الله جل جلاله ﴿ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ سورة النساء الآية 93 أي ومن يقدم علي قتل مؤمن ، متقصدا قتله ، عالما بإيمانه، فعقوبته عند الله، أن يخلد في نار الجحيم، مع حلول غضب الله عليه، وطرده من رحمته، والعذاب الشديد الذي ينتظره، للجرم العظيم الذي ارتكبه، و ظاهر الآية أن القاتل عمداً يخلدُ في نار الجحيم، و أنه لا توبة له، وهو مذهب ابن عباس، و الجمهور على ذلك خارجُ مخرج التغليظ، وأنه يخلد في جهنم إذا استحل قتله، ولم يتب، لأنه باستحلاله لقتله يصبح كافراً، والكافر مخلد في نار الجحيم، فجريمة القتل عظيمة و شنيعة،
و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( لزوالُ الدنيا أهونُ عند الله من قتل رجل مسلم ) رواه الترمذي، و جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة، جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه : آيس من رحمة الله تعالى ) رواه ابن ماجه . ( التفسير الواضح الميسر صفحة 207 )

وقوله تعالى: ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾ سورة البقرة الآية 195

وقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ سورة النساء الآية 29

وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أي لا يسفك بعضكم دم بعض، وعبر عن ذلك بقتل النفس، لأن المؤمنين كنفس واحدة، فالعدوان على أحد منهم، عدوان على النفس، ويدخل في الآية ( الانتحار) و الإلقاء بالنفس إلى التهلكة، وذلك من رحمته تعالى بالعباد.
( التفسير الواضح الميسر صفحة 184)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من تردى من جبل فقتل نفسه، فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مُخلداً فيها أبداً، ومن تَحِّسَّى سُمَّاً فقتل نفسه، فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً. أخرجه الإمام البخاري في كتاب الطب باب: تُرب السم والدواء به وبما يخاف منه والخبيث . عن أبي هريرة رضي الله عنه ج 5 ص 2179 رقم 1299 و 5442 و أخرجه الإمام مسلم في الإيمان. باب : غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه رقم 109 .

يا اخوان الدين الإسلامي حضارة و حياة وليس دين دمار و سفك الدماء.



*  كتاب التفسير الواضح الميسر للشيخ محمد علي الصابوني .

السبت، أغسطس 21، 2010

الحكاية السادسة: مره واحده بالعمر


اجلس في المسجد الحرام مقابل الكعبة اقرأ القرآن الكريم و بجواري أحمد يصلي ركعتين (نافلة) و الساعة بيدي تشير إلي 2 و ربع فجر بتوقيت مكة المكرمة،

 و بين الصفحة و أخرى أريح عيوني بالنظر إلى أماكن أبعد من الصفحات إلى المصلين، الكعبة و برادات ماء زمزم فألاحظ رجل في الخمسينات من العمر يجلس بتركيز شديد و ينظر إلي الكعبة بحده و بيده مسباح يسبح لله من خلاله و الذي شد انتباهي أكثر هو مقدار العرق الذي ينزل من جبهته مع أن توجد مروحة ( بنكه) فوقه بالضبط ووقت الفجر في مكة يكون الجو بارد نسبيا وهذا ما جعلني بكل استراحة من القراءة انظر بسرعة أليه .

 
انتهى أحمد من صلاته ،



أحمد : أنا جوعان أبي أكل ، اشرايك  مطعم ؟

أنا : أفا ، شوف شوف أغمى علي الشايب !



عندما اقتربنا من الشايب لاحظنا أصابع يده اليمنى متشنجة و ثابتة علي حركة التسبيح !



عدد الجمهور المتفرج يزداد من حولنا مما جعلنا نبتعد بخطوات قليلة عن الشايب لنفسح المجال لدكتور كان من ضمن الجمهور اقترب ليفحص الشايب بعد لحظات وبعد أن تفرق الجمع ،

قررت مع احمد الاقتراب من الشايب لسؤاله عن حالته الصحية .

 
سلامات سلامات حجي ، لا بأس طهور 

 

أنا : دينا دين رحمة ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

أحمد : يا حج للجسم حق عليك و ربنا كريم و الأجر إن شاء الله ما يضيع عند العزيز الأمين .

الشايب : هي مرة وحدة بالعمر ، مقدرش أنام دا الوئتي ! أصل أنا مستريح من زمان أوي !

ضاعت الابتسامة، حيره، استغراب و شفقه في قلوبنا عليه.

 
بعد مرور ساعات قليله

أدخل المطعم بسرعة لحجز طاولة و احمد يلحقني اجلس بالقرب من الباب الرئيسي للمطعم أشاهد الشايب يقترب فيدخل المطعم !

ابتسامه هنا و هناك تفضل حياك يا حج يقترب الشايب يجلس و يأكل معنا .

أحمد: ما تخف أيدك يا حج عشان خاطر صحتك .

الشايب : يا عم هي مرة واحدة بالعمر سيبني " كلوا من طيبات ما رزقناكم " .

أنا و أحمد : هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها ما فيك حيله



* رمضان 2006 في مكة المكرمة



الأحد، أغسطس 15، 2010

د غازي الذي أحب


استيقظت في صباح هذا اليوم الغريب علي خبر وفاة ألطف أديب و أجمل شاعر معاصر و صاحب الفكر التنويري، الروائي، السفير السابق، وزير العمل السعودي د. غازي عبد الرحمن القصيبي .


عرفت د. غازي القصيبي من خلال قصيدة أقسمت يا كويت و قصيدة أجل نحن الحجاز ونحن نجد أثناء غزو الكويت الغالية ومن يومها و قصائد غازي القصيبي لها صدى في قلبي و بعد فترة كبيره اكتشفت أنه روائي ناجح في رواية سلمى و مؤلف ناجح في حياة في الإدارة و العودة سائحا إلي كاليفورنيا و له مؤلفات أخرى ممتازة زكوها لي أصدقائي سوف أحرص علي اقتنائها في أول زيارة للمكتبة.


في الحقيقة المملكة العربية السعودية لم تفقد وزير بل فقدت رجل محنك و مثقف من الطراز الرفيع الذي قلما نجده في مناصب قيادية في البلاد العربية ، هذه مشيئة الله عز وجل، رحل جسد القصيبي وظل فكره في الإدارة و عذوبة أشعاره نتداولها جيل بعد جيل .


لـ د. غازي القصيبي أقوال مأثورة اخترت لكم هذه المجموعة التي تشكل بعض من هوية الدكتور غازي – الله يرحمه .

• الأوقات التي أقضيها في دراسة القرآن وتأمله من أكثر الأوقات ثراءً في حياتي.

• رغبتي في إتقان ما أقوم به من عمل لم تعني قط رغبتي في التفوق على أي إنسان آخر.

• كنت-ولا أزال -أرى أن هذا العالم "يتسع لكل الناجحين "بالغاً ما بلغ عددهم.

• كنت - ولا أزال أرى- أن أي نجاح لا يتحقق إلا بفشل الآخرين هو في حقيقته "هزيمة ترتدي ثياب النصر".

• أعتبر العمر أثمن من أن أضيعه في سجال عقيم مع كل من يبدي رأياً سلبياً في شخصي الضعيف.

• لو تلقت المرأة مقابلاً عن أعمالها المنزلية لأفلس الرجال.

• لا أتذكر أنني دخلت معركة مع أحد ولا " تخانقت " مع أحد ولا تشاتمت مع أحد ولا تضاربت مع أحد طيلة حياتي.

• التاريخ يقف في صف المرأة وأعداء المرأة يعادون التاريخ، والتجارب تثبت أن عداء التاريخ قصير الأجل.




الوزير النادل



و أختم مع أجمل ما قرأت لـ غازي القصيبي: لا تسأل الركب




لا تسأل الركبَ بعد الفجر هل آبُوا

الرَّكبُ عاد وما في الرَّكبِ أصحابُ

تفرَّقوا في دروب الأرض وانْتَثَرُوا

كأنَّه لم يَكُنْ عَهْدٌ وأحبابُ

ما في العَناقيد من أشعارهم حببٌ

والخمر من بعدهم في دنها صابُ

يا طارق الباب رفقًا حين تَلْمَسه

لو كان في الدار خِلٌّ صفَّقَ الباب

بعضُ الدروب إلى الأوطان راجعةٌ

وبعضُها في فضاء الله يَنْسَابُ





الأربعاء، أغسطس 11، 2010

أهلاً رمضان




دعاء رؤية هلال رمضان

عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان إذا رأى الهلال، قال: ( اللهم أهله علينا باليُمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله ) رواه أحمد والترمذي . (المصدر)

وعن عبد العزيز بن أبي رواد قال: " كان المسلمون يدعون عند حضرة شهر رمضان: اللهم أظلَّ شهر رمضان وحضر فسلمه لي وسلمني فيه، وتسلمه مني. اللهم ارزقني صيامه وقيامه صبرا واحتسابا، وارزقني فيه الجدَّ والاجتهاد والقوة والنشاط، وأعذني فيه من السآمة والفترة والكسل والنعاس، ووفقني فيه لليلة القدر واجعلها خيرا لي من ألف شهر "رواه الطبراني في الدعاء. (المصدر)

 :)



الاثنين، أغسطس 09، 2010

الإهمال لأمة اقرأ


هـنـا للإطلاع علي التقرير


 
أشار التقرير أعلاه بأن نسبة 90% أنخفض عدد رواد المكتبة العامة في اليوم لست أدري عن دقة هذا التقرير ولكن للانخفاض أسباب قوية أهمها المباني المتهالكة لبعض المكتبات العامة و انعدام وجود أجهزة كمبيوتر وتقنية متطورة لحفظ الكتب في أرشيف تقني أكثر ليساعد الباحث في الوقت و الجهد المبذول لإعداد و كتابة التقارير وعدم استخدام الكمبيوتر للبحث في أرشيف المكتبة إلا فيما ندر .

أذكر مرة دخلت مكتبة العارضية العامة فوجدت الحارس يمنعني بحجة اليوم للعائلات !! و غدا يوم الشباب فأطريت أن أؤجل البحث ليوم آخر وعندما تمكنت من الدخول للمكتبة هالني ما رأيت من أرشفة قديمة تعتمد علي الحروف الأبجدية وبلا شك أنها في وقتها كانت نافعة و اليوم خلاص انتهت، فالتقنية الجديدة المتطورة لحفظ المعلومات و المصادر تغيرت فدخلت عليها عوامل الحوسبة ،



في دول المتطورة لكل مكتبة موقع علي الشبكة العنكبوتيه يستطيع القارئ و الباحث أن يعرف أن كان الكتاب الذي يبحث عنه موجود في المكتبة أم لا و هو جالس في منزله ، بينما ما حصل معي العكس تماما فبعد تأخير يوم كامل و أثناء البحث المتعب عن 3 كتب و أثناء سؤالي لأمين المكتبة اكتشفت أنه لا يوجد لديهم ما أبحث عنه مما جعلني أقع في حيرة و إجباري للذهاب للمكتبة الخاصة التي بدورها قامت بتوفير الثلاث كتب في وقت قياسي نصف يوم فقط !

إذن لا تلومون الناس إذا ابتعدت عن مكتباتكم المتهالكة الكتب والمباني و ناقصة الخدمات ، فأنا منذ تلك الحادثة لم أدخل مكتبة العارضيه العامه قط .



ما هي الحلول ؟



1- الصيانة الدورية للمباني ( للأمن، المتانة، كهرباء، طفاية حريق، إضاءة كافيه... ألخ)

2- الصيانة الدورية للكتب لان بعض الكتب تذبل و تسوس كتبها بسبب عوامل التعرية !

3- توفير أجهزة كمبيوتر تسهل للباحث إعداد التقارير و الاقتباس من الكتب مما يوفر علي المكتبة استعارة الكتب .

4- إعداد موقع في الإنترنت ( الشبكة العنكبوتيه ) للمكتبة يحتوي علي محرك بحث في أرشيف المكتبة .

5- توفير طاولات و كراسي مريحه للقراء .

6- عمل مهرجانات ثقافية و لقاءات مع المؤلفين و الكتاب داخل المكتبة .


 

الخميس، أغسطس 05، 2010

الحكاية الخامسة: وكمان بيبسي



أجلس مع أحمد نتبادل سرد النكت و الضحكات تدوي في الديوانية محدثه جرحى بين الأصدقاء فهذا خالد يرفس من شدة الضحك الطاولة الصغيرة و محمد يسقط علي المركا يلتقط أنفاسه بصعوبة كيف لا و كل ما قلناه يعتبر ضرب من الجنون ولكن المضحك هو ما قاله أحمد ..!! الذي أبكانا من شدة الضحك .


أثناء خروج أحمد مسرعا لمشاهدة مباريات كأس العالم 2010 في ديوانية أحد الأصدقاء أضطر لدخول الدوار بسرعة وفق المعدل وعدم انتباه مما ترتب عليه الارتطام بدراجة نارية لتوصيل الوجبات السريعة و بدوره طار السائق و وقع علي غطاء محرك سيارة أحمد !

الدهشة تأسر أحمد و القلق كذلك هل السائق ميت أم حي ؟ و السائق شبه ممدد علي غطاء محرك السيارة ووقت العصر يكون الشارع شبه خالي هل أنزل ابعد جثة السائق و أهرب أم أساعد السائق لعله حي ؟ و لكنه لا يتحرك ؟ ورطة ، بل مصيبة !


 
وبعد تردد طويل ينزل أحمد مسرع الخطوة يذهب للدراجة النارية يبعدها عن الشارع ومن ثم يعود مهرولا لجثة السائق و يأخذ علبة بيبسي قد سقطت من صندوق الحافظ للوجبات و يفتح البيبسي يشرب قليلا ليرتوي ومن ثم يفرغ العلبه علي رأس السائق الذي أفاق وهو يصرخ مرعوب .. فيه أيه يا عم ..!! ما تفتح ! وكمان بيبسي أنت (...) يا خي !!



أحمد لم يتمالك فرحته في تحرك الجثة بل أنه أخذ يضحك بصوت عالي ، وبعد الاطمئنان علي صحة و سلامة السائق و أثناء صعود أحمد لسيارته،

تصيح سيدة عجوز من نافذة سيارتها ، حسبي الله ونعم الوكيل فيهم طايرين بس يبون يوصلون الطلبات بسرعة ، أهب أهب قام ما فيه شي ؟



 

* ملاحظة الصورة من الانترنت و ذلك للتشبيه .

 

الاثنين، أغسطس 02، 2010

يوم النكبة العربية


كان عمري وقتها 9 سنوات و لازلت أتذكر هذا الصوت صوت الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله  الله يرحمه بطل التحرير
اسمع صوته من خلال الراديو، و أنا جالس بالقرب من والدي في الديوانية ومن حولنا ابناء الجيران نتبادل النظرات و اصوات الطلقات و الإنفجرات في منطقة الرقعي القريبة من منطقتنا تخترق صمتنا و صوت ماجد واهو يدخل علينا غاضب ويدعو الرجال للمقاومه ولم أكن أعرف هذه الكلمة من قبل، يحفر في مخيلتي قصة وطن لا ينهزم لا شيء يعلو فوق كلمة الكويت و الأمير الشيخ جابر طيب الله ثراه